فى حلقة جديدة من البرنامج الجديد "قرة العين " الذي يبث على قناة الرسالة، تحدثت الاستاذة نوارة هاشم عن مسئولية المرأة تجاه الأمة الاسلامية مشيرة الى ان موضوعات المرأة من الموضوعات التى نالت حظاً وفيراً من البحث والاستقصاء فى المجتمعات الحديثة والتى تناقش حقوقها واخلاقها وعلاقتها بمن سواها ودورها الفعال فى المجتمع وكيفية تحقيقه .
وأوضحت أن الإسلام اعطى المرأة دوراً كبيراً وبلغ بها ذروة تعلو كثيراً عما تتحدث به المدنية المعاصرة ، فلم يكن ابداً دور المرأة مهمشاً فى الاسلام بل هو دور اساسى فى المجتمع ولكن يجب علينا ان نعمل على توجيهه للبناء وليس الهدم حتى يعلو قدرنا بين الناس ويكون لنا مكان بين الحضارات .
وأضافت : لم يزل خصوم الإسلام والمقلدون لهم ومن يجهلون الفكر والأحكام والمفاهيم الإسلامية يواصلون هجومهم الظالم على الفكر والتشريع الإسلاميين، مدّعين ظلم الاسلام للمرأة .
وبالدراسة يتضح لنا ان محور المعركة بين الاسلام والعلمانية يدور حول مسألة أساسية هي أنّ الفكر العلماني ينادي بالاباحية والانحلال الجنسي، تلك النظرية التي تتحول فيها المرأة إلى أداة متعة وإشباع غريزي يقود إلى تدمير الاُسرة والمجتمع والمرأة . في حين ينادي الإسلام بتكريم المرأة والترفع بها عن هذا المستوى المتدني ومنحها الحقوق والمكانة التي تؤهلها لمشاركة الرجل في بناء الحياة والتعبير عن انسانيتها على أسس إنسانية رفيعة.
يقول تعالى "فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عاملٍ منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض" ، ومن هنا يثبت لنا المولى جل وعلا ان للمرأة المسلمة دور مهم جداً في نشر الدعوة الإسلامية والدفاع عنها، فهناك ثغرات لا تسدها إلا المرأة فالعمل الإسلامي، جهاد أمة قبل أن يكون جهاد حزب أو جماعة أو تنظيم والمسؤولية تقع على عاتق الجميع، وليس على فرد أو اثنين أو ثلاثة
وتربية الأفراد على الولاء للإسلام هو الأصل، فلا تكون التربية على الولاء للوطن أو الحكومة أو الملك.. إنما الولاء لله ولرسوله وللمؤمنين.
وعلينا ان نتساءل عن أهم ما يمكن للأم أن تقدمه لأبنائها حتى تكون مشاركة فى بناء الامة من خلال الجيل الذى ينشأ على يديها ؟
إن عليها قبل كل شيء الإخلاص لله وحده فقد قال تعالى {وَمَا أُمِرُوا إلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُـقِـيـمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ القَيِّمَةِ} [البينة: 5]
فاحتسبي أختي المؤمنة كل جهد تكدحينه لتربية الأولاد من سهر أو معاناة في التوجيه المستمر أو متابعة الدراسة أو قيام بأعمال منزلية احتسبي ذلك كله عند الله وحده فهو وحده لا يضيع مثقال ذرة، فقد قال ـ جل شأنه ـ: {وَإن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبيـنَ} [ الأنبياء: 47].
فهذه رسالة لك الاجر عليها ان أحسنت أداءها وقد مدح الرسول صلى الله عليه وسلم الـمـرأة بخـصلتين بقوله: (خير نساء ركبن الإبل نساء قريش: أحناه على ولد في صغره وأرعاه على زوج في ذات يده)
ويأتى بعد ذلك دور العلم فالام المسلمة بعد أن تتعلم فروض الأعيان التي تخصها في عبادتها و معاملتها و تحيط بالحلال والحرام تتعرف على أصول التربية، وتنمي معلوماتها باستمرار.
قال تعالى: {وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً} [طه: 114] فهذا ديننا دين يدعو إلى العلم، فلماذا نحمّل الإسلام قصور تفكيرنا وتخلفنا عن التعلم ليقال: إن الإسلام لا يريد تعليم المرأة وإن الإسلام يكرس جهل المرأة؟
كيف ذلك وتاريخنا الاسلامى يزخر بالعالمات من مفسرات ومحدثات وفقيهات وشاعرات وأديبات، كل ذلك حسب هدي الإسلام فلا اختلاط ولا تبجح باسم العلم والتحصيل بل العلم النافع الذي يقود المسلمة إلى رضا ربها والجنة .